الاخلاق الفاضلة والمعاملات الحسنة
قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ . )
وقد فسر الرسول صلى الله عليه وسلم هذا بقوله : ( والوسط : العدل ) ، ومن معاني العدل والوسط : الخيار .
ولا يتحقق الاعتدال في الاعتقاد والعمل والعلم والدعوة وغيرهما إلا بالتزام الكتاب والسنة وسبيل المؤمنين .
إخواني الاعضاء أخواتي العضوات كلنا للاسلام ندين ولله ورسوله أعلنا ولائنا وحبنا , فما أروع أن يكون ديننا دين وسطية وإعتدال , دين محبة والفة لادين تفرقة وتشتيت , نحترم الرأي والرأي الاخر , نجادل بالتي هي أحسن نحترم الاخرين ونرغبهم فينا , لا نتشدد في آرائنا أو نكون منغلقين على انفسنا , نتطلع الى المستقبل والامل يحذونا في بناء جيل متشبع بالاخلاق الفاضلة و القيم الهادفة , نكون خير سلف لخير خلف , نجعل من انفسنا مرآة للمجتمع عند الاخرين , نحبب غيرنا فينا بنبذ التفرقة و النعرات , كل هذا وذاك يزيد من لحمتنا ويقوي شوكتنا لما فيه الخير والصلاح .
فالاعتدال إذا يرادف الوسطية التي ميز الله بها هذه الأمة ، لا أن نكون متزمتين بآرائنا متشددين في أحكمانا , متعصبين في نقدنا .
فنحن خير أمة اخرجت للناس , وواجبنا الامر بالمعروف و النهي عن المنكر , فلا نجعل من تصرف غبي او عمل مشين , يسيئ الى ديننا الحنيف ويشمت أعدائنا فينا , ولنحي الاخلاق الفاضلة والمعاملات الحسنة التي تركها فينا صلى الله عليه وسلم , , فلا تبخل على نفسك بالتمتع بما أعطاك ورزقك الله في ما يفيد ويستفاد به منك , وروض نفسك على إعطاء الفرصة لمن طلب النصح , فليس عيبا أن تطلب نصح اخيك , وليس من الذميم أن تستشير صاحبا لك في الله يفيدك بخير الاعمال .أسأل الله ان يجعلنا لبعضنا متآزرين ومتراصين ولله ورسوله محبين ....