المكان : منطقة الحساونة في الجنوب الغربي الليبي
جنوب مدينة الشويرف بـ 200 كلم
الجهة : جهاز النهر الصناعي اللا عظيم – المرحلة الثانية – منظومة الحساونة / سهل جفارة – محطة الآبار الجوفية الخاصة بضخ المياه الى خزان فزان الرئيسي.
تبدء القصة بإنقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة التشغيلية للآبار وذلك يوم الأثنين 15 رمضان الموافق 15 أغسطس 2011 وذلك عند الساعة 12:00 ظهراً
ونظراً لعدم وجود مولدات كهربائية خاصة لتشغيل مضخات المياه فقد توقفت الآبار كلياً عن تزويد الخزان الرئيسي والفرعي بالمياه
الثلاثاء 16 رمضان
وصول بعض سيارات الدفع الرباعي يستقلها ذوي البشرة السوداء من أجل التزود بالوقود وأثناء الحديث معهم أبلغوا العاملين بالمحطة أنهم من "جيش دارفور"
علماً بانه يوجد مولد كهربائي خاص فقط بتشغيل البوابة الرئيسية ومحطة الوقود والعيادات ومحطة إطفاء الحريق ومحطتي توزيع المياه ومعالجتها الخاصة بالموقع التشغيلي والسكني حيث يقطن المحطة حوالي 86 موظف منهم 30 يسكنون بعائلاتهم.
الإربعاء 17 رمضان
رجوع التيار الكهربائي الى المحطة صباحاً، وأثناء توجه العاملين للبدء في تشغيل المضخات الضخمة الخاصة بالآبار. وعند حوالي الساعة 9:30 صباحاً يجتاح المكان أكثر من 100 سيارة دفع رباعي متنوعة مابين ( ستيشنات – كرايزر 24 والملقبة بالثعلب – ميتشي موزة – تيوتا كبش وخلافه) والسيارات مجهزة بجميع انواع الاسلحة من اغراض عامة وراجمات للصواريخ ومضاد للطائرات عيار 14 ملم2 ومدافع، والسيارات تحمل لوحات معدنية للجيش الليبي والكثير منها مسروقة من الشعب حيث انها لاتزال تحمل لوحات أصحابها، يستقل هذه السيارات جنود من مرتزقة أفريقيا وجيش دارفور (على ماصرح احد من الجنود) أكثر من 2200 جندي.
وسبب المجيء للمكان هو طلب التزود بالوقود ، وعند ابلاغهم بأنه لايوجد وقود كافي للعاملين من أجل الرجوع الى مدنهم البعيدة وأن هناك من هم باطفالهم وعائلاتهم، أصر الجنود على أخذ الوقود غصباً سواء البنزين أو الديزل. واتفق معهم على أخذ 1000 لتر ولكن نتيجة للتهديد بالسلاح وعدم مراعاة الأسر سرقوا حوالي 5000 لتر وقود.
وعند وصولهم وإثارتهم للجلبة قام أفراد حماية المنشأة بخلع ملابسهم العسكرية ولبس الملابس المدنية والإندماج في وسط العاملين .
بعد ذلك بدأت السرقة بالإكراه من العاملين سواء النقود أو الهواتف النقالة ودخلوا الى مكاتب المحطة وسرقوا الحواسيب وكل ما وصلت إليه أيديهم. ثم أنتقلوا الى نهب مخازن شركة "دي إي سي" وهي شركة مقاولات تتبع الى شركة "دونغ آه" الكورية المنفذة لمشروع النهر الصناعي ، ومن بعد الإغارة على المعدات الموجود بالموقع (تقدر تقول فضوه).
وأثناء الحديث معهم والدردشة البسيطة قال المرتزقة انه معمر القردافي ابلغهم بأنه أي جهة عامة تتبع للدولة هي ملكهم ويستطيعون ان يأخذوا منها ما يشاؤن ومايحتاجونه منها، وانهم كانوا يقاتلون في عدة جبهات منها مصراتة والزنتان وطرابلس، ويحملون معهم جميع أنواع الاتصالات من لاسلكي وهواتف ثريا وهواتف نقالة عادية ومعدات جي بي أس .
وغادروا الموقع عصراً حوالي الساعة 5:30 م متجهين جنوبا الى سبها ومنطقة الفقهى.
وبعد مغادرة المرتزقة للموقع قدم حوالي 30 فرد من كتيبة النصر التي تتبع للإستخبارات العسكرية وللمجرم عبدالله السنوسي (علماً بأن مدينة القيرة مسقط رأس المجرم تبعد فقط 160 كلم عن المحطة) وأثناء الحديث مع العاملين هاجم سكان منطقة براك الشاطيء الموقع من أجل سرقة المكان وجرى اطلاق نار بينهم وبين كتيبة النصر.
بعد ذلك تم التفاهم فيما بينهم على إخلاء جميع العاملين للموقع وللمنطقة السكنية وبقاء افراد الكتيبة والمهاجمين هناك، وهذا ماحدث حيث غادر جميع العاملين المحطة وأثناء رجوعهم الى الشمال الليبي بسياراتهم ذات الدفع الرباعي قابلوا الجيش الليبي في احدى البوابات والذين قاموا بإنزال بعض الأسر من سياراتهم ذات الدفع الرباعي وقاموا بسرقتها تاركين العائلات على قارعة الطريق.
وفي آخر الموضوع نأتي لكيفية إعادة المياه إلى مدينة طرابلس التي تعاني من نقص شديد جدا للمياه وإنقطاعها منذ يوم الأحد 21 رمضان الجاري.
لوجود غرفة التحكم (بمنطقة قصر بن غشير جنوب طرابلس) في مضخات نقل المياه من الخزان الرئيسي الى المناطق المختلفة بغرب ليبيا، يجب التوجه الى الموقع وإعادة تشغيل (ريستارت) مضخات الآبار مع وجود طبعا الكهرباء الرئيسية، حيث ان خزان فزان الرئيسي بمنطقة الحساونة وصل مستوى المياه فيه الى الصفر، مع وجود قوة كافية لحماية المشغلين علما بان المجلس المحلي لمدينة طرابلس على علم بهذه التطورات وأسباب الانقطاع .